04 نوفمبر 2025

تسجيل

المعلمة القطرية والبيئة المدرسية

01 مايو 2014

المعلمة القطرية تستحق منا كل تقدير واحترام، لما تبذله من جهود بناءة وما تتصدى له من أدوار حيوية فعالة وهي تؤدي رسالتها النبيلة في ميدان التعليم، وعندما نتحدث عن المعلمة القطرية فلن تغيب عن اذهاننا واعيننا تلك الذكرى العطرة والصورة الجميلة التي رسختها اختنا الفاضلة وأثبتت بها جدارتها وامانتها بالعطاء المثمر، والأداء الفعال، ونتذكر ان المعلمات المواطنات سجلن نسبة كبيرة في مزاولة هذه الوظيفة الشريفة بلغت 95 % وصدقت فيهن مقولة ان التدريس خيار الموظفة القطرية الاول والافضل، لكن مايحز في النفس، ويبعث الاسى، ان تلكم النسبة المبهجة لم تعد كذلك بل تراجعت الى ادنى معدلاتها، وان الميدان يشهد عزوفا غير مسبوق من خريجات الجامعة رغم مغريات الراتب وقرب مواقع المدارس!! وحتى اللواتي بقين في خضم هذه الاوضاع التعليمية المضطربة لم يشعرن بالاجواء الوظيفية المشجعة، وكثيرات منهن يفكرن جديا في مغادرة المدارس الى غير رجعة، واخريات انسحبن بالفعل من الميدان، لاسباب عديدة يمكن تلخيصها فيما يلي:* طريقة تعامل صاحبات الترخيص، بل تعسفهن أحيانا ضد المعلمة المواطنة، وتجاوزات النائبات في حق المعلمات.* زيادة نصاب الحصص المدرسية وفرض تعليم بعض المواد باللغة الانجليزية.* التضييق على المعلمة القطرية فيما يتصل، بالاجازات كالامومة، والمرضية والرضاعة والامور الطارئة.* الزام المعلمة بحضور ندوات وبرامج تطوير وتدريب بعد ساعات الدوام الرسمية وتشتيت وقتها وجهدها في مطالبات وتكاليف تعوقها عن اداء المهام المطلوبة.* معاناة مدرسات المدارس النموذجية وتعرضهن للمواقف المحرجة، والسلوكيات السيئة من الطلاب الذكور.* تحميل المعلمة اعباء ادارية واشرافية ليست من صميم عملها وتفوق قدرتها وطاقـتها النفسية والبدنية.* تأخير وقت الانصراف الى البيت الى ساعات متأخرة من النهار وما يترتب على ذلك من نتائج وانعكاسات على واجبات المعلمة في بيتها واسرتها.* تحديات اليوم التالي من تحضيرات واعداد وسائل ومتابعة اعمال الطلبة وتجهيز الاختبارات... الخ فتتحول المعلمة الى آلة تعمل على مدار الساعة، وهذا يؤثر سلبا على اعصابها وصحتها النفسية والجسدية.هذه العوامل وغيرها تجعل من البيئة المدرسية الحالية، بيئة طاردة للكوادرالوطنية من المعلمات، وتحول دون اقبال الخريجات القطريات على العمل بالمدارس رغم حاجتنا المتزايدة لجهودهن، كما تشكل لدى المدرسات العاملات هاجسا مؤرقا قد يدفعهن الى هجرة المدارس واحلال الجنسيات الاخرى بدلا عنهن، ولذلك لابد من اتخاذ خطوات عاجلة تشجع الخريجات على الانضمام الى سلك التعليم وتزيل المخاوف لدى المدرسات الباقيات وتضمن استمرارهن في العطاء، قبل ان يحدث للمعلمات ماحدث لزملائهن المعلمين من اوضاع وتطورات مؤسفة، لم نكن نرجوها أبدا لهذا الميدان الحيوي الحساس الذي يفقد كوادره الوطنية في ظروف غريبة الأطوار.